الجمعة، 4 سبتمبر 2015

العرب تكني عما لم يجر ذكره من قبل

العرب تكني عما لم يجر ذكره من قبل ثقة بفهم المُخَاطَب، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏كُلُّ من عليها فانٍ‏}‏ أي من على الأرض وكما قال‏:‏ ‏{‏حتى توارت بالحجاب‏}‏ يعني الشمس، وكما قال عزَّ وجل‏:‏ ‏{‏كلّا إذا بَلَغَتِ التَّراقيَ‏}‏ يعني الروح، فكنى عن الأرض والشمس والروح، من غير أن أجري ذكرها‏.‏
وقال حاتم الطائي‏:‏
أماويَّ ما يُغْني الثَّراءُ عن الفَتى *** إذا حشرَجَتْ يوماً وضاقَ بها الصَّدرُ‏.‏
يعني‏:‏ إذا حشرجت النفس، وقال دِعبِل‏:‏
إن كان إبراهيم مضْطَلِعاً بها *** فَلَتَصْلُحَنْ من بَعده لِمُخارِقِ‏.‏
يعني‏:‏ الخلافة، ولم يسمها فيما قبل‏.‏ وقال عبد الله بن المعتز‏:‏
وَنَدمان دعوتُ فَهَبَّ نَحوي *** وسلسَلها كما انخَرَطَ العَقيقُ‏.‏
يعني‏:‏ وسلسل الخمر، ولم يجر ذكرها‏.‏

وقال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) أي: القرآن الكريم.
من كتاب فقه اللغة وأسرار العربية للثعالبي [بتصرف]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق