الاثنين، 3 أبريل 2023

مسألة الكحل

 مسألة الكحل

هي إحدى مسائل موضوع (اسم التفضيل)

 يجيز فيها أكثر النحويين أن يرفع فيها اسمُ التفضيل اسمًا ظاهرًا.


وضابطها كما ذكر ابن هشام في قطرالندى هو:

[ أن يكون في الكلام نفي، بعده اسم جنس موصوفٌ باسم تفضيل، وبعده اسم مفضل على نفسه باعتبارين ]


ويتضح هذا الضابط بعد تطبيقه على المثال الآتي:

((مارأيت رجلا أحسنَ في عينه الكحلُ منه في عينِ زيدٍ)).


فالكلام هنا فيه نفي وهو [ما رأيت]، وبعده اسم جنس وهو [رجل]، وقد وُصِفَ بلفظة [أحسن] وهي اسم تفضيل، وبعد اسم التفضيل لفظة مفضلة على نفسها باعتبارين وهي لفظة [الكحل]: باعتبار أنّه كحل، وباعتبار أنّه في عين زيد، أي أن الكحل حسنٌ لأنّه كحل، وزاد حسنه لأنّه في عين زيد.


ويكون تقدير الكلام هنا: 

((ما رأيت رجلا حَسُنَ أو يحسن في عينه الكحلُ كحسنه في عين زيد))

فعمل اسم التفضيل [أحسن] عمل الفعل [حسُنَ].


ومن الأمثلة المشابهة لذلك أن نقول:

ما غرست شجرًا ألذَّ في ثمره الأكلُ منه في شجر النخل

فالثمر لذيذ لأنّه ثمر، ولأنّه ثمر النخل.


ومثال ما يشبه النفي هو أن أقول في الاستفهام مثلا:

هل أكرمتُ جنديًا أجملَ على عاتقه السيفُ منه على عاتق سعد؟.

فالسيف جميل لأنّه سيف، ولأنّه على عاتق سعد


وفاعل اسم التفضيل يكون ضميرا مستترا دائماً.

ولا يرفع اسماً ظاهراً إلا في هذه المسألة.


اما عن شروط هذه المسألة فهي:

1- أن يُسبق اسم التفضيل بنفي  او شبهه

2- أن يكون مرفوعه أجنبياً عنه 

3- أن يكون مرفوعه مفضّلاً مرتين (فالكحل أفضل في العين منه في غير العين، وهو أفضل في عين زيد منه في عين غيره)


وضابط هذه المسألة هو صحة حلول (الفعل محل اسم التفضيل)، فيقال: 

ما رأيت رجلاً حَسُنَ في عينه الكحلُ كما حسن في عين زيد )


وهنا تُعرب كلمة (أحسنَ): على أنها مفعول به ثانٍ للفعل ( رأى ) 

وتعرب كلمة (الكحلُ): على أنها فاعل لاسم التفضيل (أحسن)

وبذلك يكون اسم التفضيل قد رفع اسما ظاهرا خلافا لما معروف عنه، وهذا مضمون المسالة.


وقد سمعها سيبويه برواية أخرى وهي: 

(ما رأيت رجلا أحسنُ في عينيه الكحلُ منه في عيني زيد). برفع (احسنُ)


وبذلك تجوز الروية بالوجهيها:

على اعتبار أن (أحسنُ) بالرواية الثانية: مبتدأ مرفوع

والكحل : خبر مرفوع

والجملة الاسمية من المبتدأ والخبر: في محل نصب نعت لكلمة (رجلا).


ويرى سيبويه أن اسم التفضيل أبعد المشتقات عن العمل.