الجمعة، 21 أغسطس 2015

أهم كتب مكتبتي

النحو :
- شرح ابن عقيل و معه منحة الجليل
- كتاب شرح شذور الذهب لابن هشام
- كتاب شرح قطر الندى لابن هشام
- كتاب التحفة السنية
- شرح المقدمة الآجرومية لابن عثيمين
- كتاب مغني اللبيب لابن هشام
- كتاب أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك
- كتاب القواعد الأساسية للسيد أحمد الهاشمي
- كتاب النحو الواضح لعلي الجارم ومصطفى أمين.
-


الصرف:
- شذا العرف في فن الصرف للحملاوي
- التطبيق الصرفي للدكتور عبد الراجحي


البلاغة:
- البلاغة الواضحة لعلي الجارم ومصطفى أمين
- أسرار البلاغة للشيخ عبد القاهر الجرجاني
- الإيضاح في علوم البلاغة للخطيب القزويني
- شرح الإيضاح لعبد المتعال الصعيدي
- جواهر البلاغة للسيد أحمد الهاشمي

اللغة و المعاجم :
- كتاب فقه اللغة و أسرار العربية للثعالبي
- كتاب المصباح المنير للفيومي
- كتاب مختار الصحاح للرازي
- القاموس المحيط للفيروزأبادي
- المعجم الوجيز

الأدب :
- ديوان الحماسة لأبي تمام
- المستطرف في كل فن مستظرف للأبشيهي
- الأدب الجاهلي للدكتور شوقي ضيف.
- الأدب الإسلامي للدكتور شوقي ضيف.


علوم القرآن :
- الإتقان في علوم القرآن
- مباحث في علوم القرآن لمناع القطان

التفسير :
- تفسير ابن كثير
- تفسير السعدي
- تفسير الجلالين
-مختصر تفسير الطبري

السيرة :
- الرحيق المختوم للمباركفوري
- تهذيب سيرة ابن هشام لعبد السلام هارون
- مختصر سيرة الرسول لابن عبد الوهاب

الفقه :
- منار السبيل لابن ضويان
- العدة شرح العمدة
- فقه السنة للسيد سابق

الحديث :
- صحيح البخاري
- صحيح مسلم
- موطأ مالك
- مختصر صحيح البخاري للزبيدي

العقيدة :
- العقيدة الطحاوية و شرح ابن أبي العز و شرح الشيخ عبد الرحمن البراك
- لمعة الاعتقاد لابن قدامة

التاريخ :
- مقدمة ابن خلدون
- دولة الموحدين للصلابي
- الدولة العثمانية للصلابي
- تاريخ الخلفاء للسيوطي
- قصة التتار للسرجاني

(آخر تحديث 21 - 8 - 2015)

من أهم الكتب الموجودة في قصر ثقافة مدينة السلام

كتب النحو:
- شرح شذور الذهب لابن هشام.
- شرح عمدة الحافظ و عدة اللافظ لابن مالك .
- المدارس النحوية للدكتور شوقي ضيف


كتب اللغة:
- المصباح المنير للفيومي.
- أساس البلاغة للزمخشري.
- عيوب المنطق ومحاسنه للعلامة أحمد تيمور باشا.
- شموس العرفان بلغة القرآن للأستاذ عباس أبو السعود.
- الخصائص لابن جني
- علم اللغة للدكتور علي عبد الواحد وافي
- فقه اللغة للدكتور علي عبد الواحد وافي
- اللغة والمجتمع للدكتور علي عبد الواحد وافي

الكتب الإسلامية:
- مختصر الفتاوى المصرية لابن تيمية.
- إسلام بلا مذاهب للدكتور مصطفى الشكعة.
- مشاهد القيامة في القرآن - سيد قطب
- من أخلاق الرسول للأستاذ أحمد محمد الحوفي .
- محمد (صلى الله عليه و سلم) بين الحرب و السلام - عبد العزيز غنيم
- عبقرية خالد - العقاد
- العبقرية العسكرية في غزوات الرسول للعقيد محمد فرج
- فضل الإسلام على الحضارة الغربية - مونتجمري وات
- القرآن للشيخ محمد أبو زهرة
- المحمديات - فتحي الإبياري
- المخططات الاستعمارية لمكافحة الإسلام للشيخ محمد محمود الصواف
- الماركسية والإسلام للدكتور مصطفى محمود
- الوحدة الإسلامية للشيخ محمد أبو زهرة
- دراسات في القرآن و الحديث للدكتور يوسف خليف
- الدعوة إلى الإسلام (بحث في نشر العقيدة الإسلامية) - سير توماس أرنولد
- التفسير البياني للقرآن الكريم - بنت الشاطئ
- التصوير الفني في القرآن - سيد قطب
- حصول الرفق بأصول الرزق للإمام السيوطي
- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن القيم



كتب الأدب:
- ديوان أبي الطيب المتنبي
- ديوان جميل بثينة
- تحت راية القرآن - مصطفى صادق الرافعي
- الأيام للأديب طه حسين
- حديث الأربعاء - طه حسين
- حلو الكلام من الطرائف و النوادر و الحكمة - عبد الحميد عيسى غازي
- الذين هاجروا لأنيس منصور
- أخبار جحا للأستاذ عبد الستار أحمد فراج
- ثمرات من قطوف الأدب الإسلامي للدكتور علي أحمد الخطيب
- في صالون العقاد كانت لنا أيام - أنيس منصور
- فجر الإسلام - أحمد أمين
- مسرحية مصرع كليوباترا للشاعر أحمد شوقي
- سلامتك من الآه - عبد الوهاب مطاوع
- الشحاذ - نجيب محفوظ
- شوقي شاعر العصر الحديث - شوقي ضيف
- صفحات من التاريخ الأدبي - توفيق الحكيم
- العقاد و العقادية - جلال العشري
- عاشوا في خيالي - عبد الوهاب مطاوع
- غرباء في كل عصر - أنيس منصور
- القلقشندي في كتابه صبح الأعشى - عبد اللطيف حمزة
- 200 يوم حول العالم - أنيس منصور
- من نفسي - أنيس منصور
- من الأدب الساخر : السكوت من ذهب - مجدي صابر
- مذكرات شاب غاضب - أنيس منصور
- وقت للسعادة .. وقت للبكاء - عبد الوهاب مطاوع
- وحدي مع الآخرين - عبد الوهاب مطاوع
- اثنين اثنين للأستاذ أنيس منصور

كتب التاريخ:
- العبر لابن خلدون
- البداية و النهاية لابن كثير
- تاريخ الأمم و الملوك للطبري
- صانعو التاريخ الأمريكي لعبد الحميد جودة السحار
- البوسنة و الهرسك للأستاذ فؤاد شاكر
- تاريخ الاغتيالات في مصر للأستاذ عبد الحكيم عفيفي
- تاريخ مسلمي إسبانيا - دوزي (مستشرق)
- إلى الإسلام من جديد للشيخ أبي الحسن الندوي
- الإسلام في الصين للأستاذ فهمي هويدي
- الإسلام في آسيا الوسطى للدكتور حسن أحمد محمود
- إيران في عيون الإنجليز
- الحروب الصليبية في كتابات المؤرخين العرب المعاصرين لها - حسين أحمد أمين
- الحملات الصليبية منذ غزوة مؤتة حتى العصر الحديث للدكتور أحمد شلبي
- تاريخ أوروبا في العصر الحديث (1789 - 1950) - هربرت فيشر
- رحلة ابن بطوطة للدكتور حسين مؤنس
- السيف المهند في سيرة الملك المؤيد - بدر الدين العيني
- ذكريات لا مذكرات - ثروت أباظة
- رجال أحبهم الرسول (صلى الله عليه و سلم) للشيخ عبد الحميد كشك
- صلاح الدين بطل حطين للدكتور عبد اللطيف حمزة
- العالم الإسلامي - عبد الرشيد إبراهيم
- مسلمو تركستان و الغزو السوفيتي - شيرين عبد المنعم حسنين

كتب التربية:
- الرضع والأطفال الصغار تأليف رونالد الينجورث وسينيثيا الينجورث (ترجمة: فردوس عبد المنعم)  
- تعليم اللغة العربية بين النظرية و التطبيق للدكتور حسن شحاتة

منوعات:
- فن القراءة للأستاذ عز الدين فراج .

(آخر تحديث 21 - 8 - 2015)

الخميس، 6 أغسطس 2015

جداول وخرائط ذهنية على متن الآجرومية‏ إعداد الأستاذ ‏الحاج ليث العراقي‏

مواقف طريفة مرت بالشيخ الأديب علي الطنطاوي



قال الشيخ علي الطنطاوي: أنا رجل يتصورني القراء من بعيد (شيئا) أكبر من حقيقتي، فلماذا أفضح نفسي عندهم؟ وعم أتحدث إليهم؟ والأحاديث كثيرة، وما حدث لي يملأ كتبا؟
ثم قلت: لماذا لا أتحدث عن هذا. عن حقيقتي في نفسي وصورتي عند القراء. ولي في هذا الباب طرائف عجيبة. وأنا أكتب منذ أكثر من عشرين سنة في جرائد الشام ومجلات مصر ولبنان كتابة شيخ مكتهل، فكان القراء يحسبونني شيخا أشيب الشعر محني الظهر يدبّ دبيبا. وعلى وجهه من كتابة الأيام والتجارب سطور من (الأخاديد) فوق سطور، وما كنت أحب أن أذيع هذه الطرائف لأنها لا تنفع السامعين وإن كانت قد تلذ لهم. ولكن المحطة أرادت أن أحدث المستمعين عن بعض ما حدث لي مضحكا كان أم غير مضحك. ولا بأس فالضحك ينفع الجسم ويدفع الدم، ويزيد الشهية، أما المصيبة أن تجيء النكتة باردة لا تضحك.. أو أن أكون ثقيلا يتخفف، والثقيل إذا تخفف صار طاعونا... والعياذ بالله.

سيداتي وسادتي!! مما وقع لي:

أن جاءني مرة وكنت في عنفوان الشباب أكتب في أوائل كتاباتي في الرسالة (عام 1933) ثلاثة من الغرباء عن البلد، لم يعجبني شكلهم، ولم يطربني قولهم، فوقفت على الباب أنظر إليهم فأرى الشكل يدل على أنهم غلاظ، وينظرون إليّ فيرون فيّ (ولدا)، فقالوا هذه دار فضيلة الشيخ الطنطاوي؟ قلت كارها: نعم… فقالوا: الوالد هنا؟ قلت: لا… قالوا: فأين نلقاه؟ قلت: في مقبرة الدحداح على الطريق المحاذي للنهر من جهة الجنوب. قالوا: يزور أمواته؟ قلت: لا. قالوا: إذن؟ قلت: هو الذي يزار... فصرخ أحدهم في وجهي صرخة أرعبتني وقال: مات؟ كيف مات؟ قلت: جاء أجله فمات... قالوا: عظم الله أجركم، إنا لله وإنا إليه راجعون، يا خسارة الأدب. قلت: إن والدي كان من جل أهل العلم ولكن لم يكن أديبا... قالوا: مسكين أنت لا تعرف أباك.

وانصرفوا وأغلقت الباب وطفقت أضحك وحدي مثل المجانين، وحسبت المسألة قد انتهت فما راعني العشية إلا الناس يتوافدون عليّ فأستقبلهم، فيجلسون صامتين إن كانوا لا يعرفون شخصي، ومن عرفني ضحك وقال: ما هذه النكتة السخيفة؟ قلت: أي نكتة؟ فأخرج أحدهم الجريدة وقال: هذه؟ هل تتجاهل؟ فأخذتها وإذا فيها نعي الكاتب الـ … كذا وكذا.. علي الطنطاوي… هذه واحدة‍.

ومما حدث لي أنني:

لما كنت أعمل في العراق سنة 1936 نقلت مرة من بغداد إلى البصرة إثر خصومة بيني وبين مفتش دخل علي الفصل فسمع الدرس. فلما خرجنا (نافق) لي وقال أنه معجب بكتاباتي وفضلي. (ونافقت) له فقلت إني مكبر فضله وأدبه. وأنا لم أسمع اسمه من قبل. ثم شرع ينتقد درسي قفلت: ومن أنت يا هذا؟ وقال لي وقلت له..

وكان مشهدا طريفا أمام التلاميذ.. رأوا فيه مثلا أعلى من (تفاهم) أخوين، وصورة من التهذيب والأخلاق. ثم كتبت عنه مقالة كسرت بها ظهره، فاستقال و (طار) إلى بلده، ونقلت أنا عقوبة إلى البصرة.

وصلت البصرة فدخلت المدرسة، فسألت عن صف (البكالوريا) بعد أن نظرت في لوحة البرنامج ورأيت أن الساعة لدرس الأدب. توجهت إلى الصف من غير أن أكلم أحدا أو أعرفه بنفسي.

فلما دنوت من باب الصف وجدت المدرس، وهو كهل بغدادي على أبواب التقاعد، يخطب التلاميذ يودعهم وسمعته يوصيهم (كرما منه) بخلفه الأستاذ الطنطاوي، ويقول هذا وهذا ويمدحني... فقلت: إنها مناسبة طيبة لأمدحه أنا أيضا وأثني عليه ونسيت أني حاسر الرأس وأني من الحر أحمل معطفي على ساعدي وأمشي بالقميص بالأكمام القاصر، فقرعت الباب قرعا خفيفا، وجئت أدخل. فالتفت إليّ وصاح بي ايه زمال وين فايت؟ (والزمال الحمار في لغة البغداديين) فنظرت لنفسي هل أذني طويلتان؟ هل لي ذيل؟… فقال: شنو؟ ما تفتهم (تفهم) أما زمال صحيح. وانطلق بـ (منولوج) طويل فيه من ألوان الشتائم ما لا أعرفه وأنا أسمع مبتسما.

ثم قال تعال لما نشوف تلاميذ آخر زمان. وقف احك شو تعرف عن البحتري. حتى تعرف إنك زمال ولاّ لأ؟

فوقفت وتكلمت كلاما هادئا متسلسلا، بلهجة حلوة، ولغة فصيحة. وبحثت وحللت وسردت الشواهد وشرحتها، وقابلت بينه وبين أبي تمام وبالاختصار، ألقيت درسا يلقيه مثلي.. والطلاب ينظرون مشدوهين، ممتدة أعناقهم، محبوسة أنفاسهم، والمدرس المسكين قد نزل عن كرسيه وانصب أمامي، وعيناه تكادان تخرجان من محجريهما من الدهشة، ولا يملك أن ينطق ولا أنظر أنا إليه كأني لا أراه حتى قرع الجرس..

قال: من أنت؟ ما اسمك؟ قلت: علي الطنطاوي؟

وأدع للسامعين الكرام أن يتصوروا موقفه!

والبصرة (بندقية العرب) فيها مع كل شارع قناة. فأنت إن شئت انتقلت بحرا، وإن شئت سرت برا، وفيها شط العرب، لا يعدل جماله وأنت تخطر فيه العشية بهذه الزوارق الحلوة مكان في الدنيا. والبصرة كانت دار الأدب، ومثابة الشعر ومنبع العربية، وتاريخها تاريخ البيان العربي، ولكن أيامي في البصرة، كانت شقاء دائما، وكانت إزعاجا مستمرا. ولي فيها أحاديث مضحكات، وأحاديث مبكيات، ولولا أن أجاوز هذه الدقائق التي منحتني إياها المحطة لعرضت لأحاديثها.

ولكن لا، ولك أيتها الإذاعة الشكر على أن حددت الوقت، فتركتني أتعلل بذكريات أمسي وحدي، وأن أعيش في ماضي على هواي، لا يراقبني المستمعون ولا يشاركني لذة الادكار أحد.

الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

الاشتقاق وأنواعه

الاشتقاقُ لغةً: أخذُ شقّ الشيء، أي: نصفه أو جانب منه، واصطلاحًا: أخذُ كلمةٍ من أخرى لمناسبةٍ بين الكلمتين في المعنى، ولو مجازًا، ويقسم الاشتقاق إلى:
(أ‌) الاشتقاق الصغير، وهو: أن يكون التناسب بين المأخوذ والمأخوذ منه في المعنى واللفظ وترتيب الحروف، نحو: ذهاب، ذهب، يذهب، وهو ذاهب.
(ب‌) الاشتقاق الكبير، وهو: أن يكون التناسب بين المأخوذ والمأخوذ منه في المعنى واللفظ من غير ترتيب الحروف، نحو: جذب جبذ، حمد مدح، آنَ أنى، يئس أيس.
(ت‌) الاشتقاق الأكبر، وهو: أن يكون التناسب بين المأخوذ والمأخوذ منه في المعنى وأكثر ترتيب الحروف، ولو تقارب المخرج، نحو: ثلب ثلم، نعق نهق، مدح مده، هتن هل.
ومن العلماء من يسمي القسم الأول [الأصغر] والثاني [الصغير] والثالث [الكبير] ومن العلماء من يسمي النوعَ الثاني بـ القلب، ومن العلماء من يسمي النوع الثالث بـ الإبدال.
وما يُعنى به علماءُ الصرف هو النوع الأول، وقد كان القدامى لا يحلفون بالنوعين الآخرين، ويتركون القول فيهما إلى حفظة اللغة ونقلتها عن العرب، وإنما كانوا يستروحون إليهما ويتصلون بهما عند الضرورة، وكان أبو علي الفارسي أكثر العلماء لزومًا لهما، واسترواحًا إليهما، واستبصارا بهما، ثم تلميذه أبو الفتح ابنُ جني، ويعتمد جار الله الزمخشري كثيرًا عليهما حتى في تفسيره.
من كتاب [دروس التصريف] للشيخ العلامة: محمد محيي الدين عبد الحميد

الفارابي في مجلس سيف الدولة الحمداني (قصة طريفة)

قال ابن خلكان :
ورأيت في بعض المجاميع أن أبا نصر (الفارابي ) لما ورد على سيف الدولة وكان مجلسه مجمع الفضلاء في جميع المعارف فأدخل عليه، وهو بزي الأتراك وكان ذلك دأبه دائماً فوقف .
فقال له سيف الدولة اقعد .
فقال: حيث أنا أم حيث أنت؟
فقال حيث أنت .
فتخطى رقاب الناس حتى انتهى إلى مسند سيف الدولة، وزاحمه فيه، حتى أخرجه عنه.
وكان على رأس سيف الدولة مماليك، ولهم معهم لسان خاص يسارهم به، قل أن يعرفه أحد، فقال لهم بذلك اللسان: إن هذا الشيخ قد أساء الأدب، وإني سائله في أشياء، إن لم يعرف بها فأحرقوا به.
فقال له أبو نصر بذلك اللسان: أيها الأمير، اصبر، فإن الأمور بعواقبها.
فتعجب سيف الدولة ،وقال له: أتحسن بهذا اللسان. فقال: نعم، أحسن بأكثر من سبعين لساناً .
فعظم عنده، ثم أخذ يتكلم مع العلماء الحاضرين في المجلس في كل فن، فلم يزل كلامه يعلو، وكلامهم يسفل، حتى صمت الكل، وبقي يتكلم وحده. ثم أخذوا يكتبون ما يقوله، وصرفهم سيف الدولة، وخلا به.
فقال:
هل لك أن تأكل؟ قال: لا، قال: فهل تشرب؟ قال: لا، قال: فهل تسمع؟ قال: نعم .
فأمر سيف الدولة بإحضار القيان، فحضر كل من هو من أهل هذه الصناعة بأنواع الملاهي، فلم يحرك أحد منهم آلته إلا وعابه أبو نصر، وقال له: أخطأت .
فقال له سيف الدولة: وهل تحسن في هذه الصنعة شيئاً؟ قال: نعم، ثم أخرج من وسطه خريطة، وفتحها، وأخرج منها عيداناً، فركبها، ثم ضرب بها، فضحك كل من في المجلس، ثم فكها غير تركيبها، وضرب بها، فبكى كل من في المجلس، ثم فكها وركبها تركيباً آخر، وضرب بها فنام من في المجلس حتى البواب، فتركهم نياماً وخرج.