السبت، 6 يونيو 2015

اشتقاق لفظ الجلالة

قال أبو بكر الصولي في أدب الكتاب:
« و(الله) - تبارك اسمه - اسم خاص للمعبود جل وعلا، لا يسمى به سواه. قال الله تعالى: { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } ( مريم 65)، قال المفسرون: لا يعلم من تسمى الله إلا الله عز وجل، ولا يعرف لهذا الاسم اشتقاق من فعل. ولا أحب ذكر ما قاله النحويون فيه لأنه تكلف لا يضر تركه ».

وقال الشيخ أحمد بن عمر الحازمي في شرح نظم المقصود:اللهُ، إن قيل: اسم جامد فلا مبحث للصرفيين، وإن قيلَ مشتق فلهمٌ مبحث فيه، فقيل في اشتقاقه أربعة أقوال:
القولُ الأول: من (إله) على وزن فِعال، بمعنى مفعول (مألوه) حذفتِ الهمزة اعتباطًا، وجيء بـ أل التعريف، فاجتمع مثلان: لامٌ ساكنة، ولام مفتوحة، فوجبَ الإدغام ثم التفخيم [وفخم اللامَ من اسم الله ** عن ضم اوْ فتح كعبد الله] أي: بعد ضم وفتح.
القول الثاني: من (الإله) وفعل بها كما فُعل بالأول، وهذان القولان لا إشكال فيهما، فاختر أيهما شئت.
القولُ الثالث: من (لاه) إذا استتر واحتجب، واحتجوا بقراءةٍ شاذة (وهو الذي في السماء لاهٌ وفي الأرض لاهٌ) وإن كان الشاذ يحتج في اللغة، لكن على القراءةِ كلامٌ، فأدخلت أل عليه وفُعل به مثل ما ذكر قبلُ.
القول الرابع: من (هاء) الكناية، وهو أشبه ما يكون مأخوذا من الصوفية، زيدت لامُ الملك (له) ثم أل، مع الإدغام، وهذا القولُ لا أصلَ له.
والراجح: أنه مشتق من (إله) لقوله (وهو الله) وقوله (وهو الذي في السماءِ إلهٌ) وأيضا: فإن الجار والمجرور من قوله تعالى (وهو الله في السموات) متعلقٌ بالفعل وما في معناه كالوصف، فهما متعلقان بـ الله مما يدل على اشتقاقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق