الأحد، 7 يونيو 2015

ما البلاغة؟ (تعريف البلاغة)


البلاغة هي أحد علوم اللغة العربية، وهو اسم مشتق من فعل بلغ بمعنى إدراك الغاية أو الوصول إلى النهاية. والبليغ من له بلاغة. فالبلاغة تدل في اللغة على إيصال معنى الخطاب كاملا إلى المتلقي، سواء أكان سامعا أم قارئا. فالإنسان حينما يمتلك البلاغة يستطيع إيصال المعنى إلى المستمع بإيجاز ويؤثر عليه أيضا فالبلاغة لها أهمية في إلقاء الخطب والمحاضرات. ووصفها النبي محمد في قوله: «إن من البيانِ لسِحرًا.» رواه البخاري.
البلاغة مأخوذة من قولهم: بلغت الغاية إذا انتهيت إليها وبلّغتها غيري، والمبالغة في الأمر: أن تبلغ فيه جهدك وتنتهي إلى غايته، وقد سميت البلاغة بلاغة لأنها تنهي المعنى إلى قلب سامعه فيفهمه.
ويقال بلغ الرجل بلاغة، إذا صار بليغًا، ورجل بليغ: حسن الكلام، يبلغ بعبارة لسانه كنه ما في قلبه، ويقال أبلغت في الكلام إذا أتيت بالبلاغة فيه.
 والبلاغة من صفة الكلام لا المتكلم، وتسميتنا المتكلم بأنه بليغ نوع من التوسع، وحقيقته أن كلامه بليغ، فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه، كما تقول: فلان رجل مُحكم وتعني أن أفعاله محكمة إلا أن كثرة الاستعمال جعلت تسمية المتكلم بأنه بليغ كالحقيقة.

معنى البلاغة اصطلاحا:

سُئل بعض البلغاء: ما البلاغة؟ فقيل: قليل يُفهم وكثير لا يُسأَم.
وقال أخر: معان كثيرة في ألفاظ قليلة.
وقيل لأحدهم: ما البلاغة؟ فقال: أصابة المعنى وحسن الإيجاز.
وقال بعض الأعراب عن أبلغ الناس: أسهلهم لفظَا، وأحسنهم بديهةً.
وقال خلف الأحمر: البلاغة لمحة دالة.
وقال الخليل بن أحمد: البلاغة كلمة تكشف عن البقية.
وقال المفضل الضبي: قلت لإعرابي: ما البلاغة عندكم؟ فقال: الإيجازمن غير عجز، والإطناب من غير خطل.
وكتب جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي إلى عمرو بن مسعدة: إذا كان الإكثار أبلغ كان الإيجاز تقصيرًا، وإذا كان الإيجاز كافيًا كان الإكثار عيا.
وقيل لبعضهم: ما البلاغة؟ فقال: إبلاغ المتكلم حاجته بحسن إفهام السامع، ولذلك سميت بلاغة.
وقال آخر: البلاغة معرفة الفصل من الوصل.
وقيل البلاغة: حسن العبارة، مع صحة الدلالة.
وقيل البلاغة: القوة على البيان مع حسن النظام.
وقالوا: البلاغة ضد العِيُّ، والعِيُّ: العجز عن البيان.
وسئل ابن المقفع: ما البلاغة؟ فقال: اسم لمعان تجري في وجوه كثيرة: فمنها ما يكون في السكوت، ومنها ما يكون في الاستمتاع، ومنها ما يكون في الإشارة، ومنها ما يكون شعرًا، ومنها ما يكون سجعًا، ومنها ما يكون ابتداءً، ومنها ما يكون جوابا، ومنها ما يكون في الحديث، ومنها ما يكون في الاحتياج، ومنها ما يكون خطبًا، ومنها ما يكون رسائل، فعامة هذه الأبواب الوحيُ فيها والإشارة إلى المعنى، والإيجاز هو البلاغة.
وقيل لأرسطاطاليس: ما البلاغة؟ قال: حسن الاستعارة.
وقال خالد بن صفوان: إصابة المعنى والقصد إلى الحجة.
وقال إبراهيم الإمام: الجزالة والإطالة.
وقال أبو الحسن بن علي بن عيس الرماني: أصل البلاغة الطبع، ولها مع ذلك آلات تعين عليها وتوصل للقوة فيها، وتكون ميزانًا لها، وفاصلة بينها وبين غيرها وهي ثمانية أضرب: الإيجاز، والاستعارة والتشبيه، والبيان، والنظم، والتصرف، والمشاكلة، والمثل.
وقيل لبشر بن مالك: ما البلاغة ؟ فقال : التقريب من البغية والتباعد من حشو الكلام والدلالة بالقليل على الكثير. (أدب المجالسة ، ابن عبد البر ، 68) .
وقال ابن الأثير: «مدار البلاغة كلها على استدراج الخصم إلى الإذعان والتسليم، لأنه لا انتفاع بإيراد الأفكار المليحة الرائقة ولا المعاني اللطيفة الدقيقة دون أن تكون مستجلبة لبلوغ غرض المخاطب بها» .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق